سناء، متزوجة وأم لطفلين، تعترف بأنه لا يوجد جدول زمني معين لممارسة الجنس في حياتها الزوجية، لكن بالمقابل يوجد بند واحد لا يمكن مناقشته وهو الجنس يوم السبت، فتقول مبتسمة: «في بعض الأحيان أمزح مع زوجي وأقول له ساخرة،» يمكن في حالة وفاة والدتك لا قدر الله وصادف ذلك يوم السبت، «غادي تمشي تدفنها وفي الليل ستلزمني بهذا البند..». منذ زواجنا تقريبا أي حوالي سبع سنوات، وزوجي حريص على أن نمارس العلاقة الحميمية، في كل يوم سبت حتى ولو افترضنا أن آخر علاقة كانت بالأمس. ولا أعرف سبب ذلك، المهم أنه يستعد لهذا اليوم بشكل جدي…وصراحة هذا الأمر تعودت عليه رغما عني، لكن هذا لا يمنع أنني لا أقبله في بعض المرات، ويزعجني كثيرا، لأنه يحرمني من المبيت عند عائلتي التي غالبا ما يجتمعون في هذا اليوم، وأيضا يوجد مشكل آخر، كما هو معروف أن أغلب أعراسنا تكون في نفس اليوم، يعني «ما كْنمشي لعرس تنْتخاصم مْعاه». وتضيف مازحة: «ومستحيل يكون عندي في شهر واحد «جوجْ عراس» في ليلة السبت ..».
غريزة لا نتحكم فيها
على خلاف ذلك بهيجة، تعيش مع زوج يكره التقييد بجدول لممارسة الجنس ولا بأي بند. فتقول: «زوجي يؤمن قولا وفعلا أن ممارسة العلاقة الحميمية هي غريزة لا يمكن التحكم فيها..». وهذا الأمر يزعجها كثيرا، لأنها تعتبر أن المرأة تحتاج إلى ترتيبات للاستمتاع بهذه العلاقة، عكس الرجل، إلى جانب أنه بحكم طبيعة المرأة بصفة عامة، فهي تحب أن تتحكم في كل شيء في حياتها، بما فيها حياتها الجنسية، وعلى اعتبار أن الزوج فوضوي في وقت ممارسة الجنس على عكس الزوجة التي تحتاج إلى تجهيز مسبق، سواء في المكان واللباس أو»وضع الشموع» وسماع كلمات الغزل وغيرها .. وهذا أمر طبيعي، لأن ممارسة الجنس تحتاج إلى نفسية مرتاحة، لتكون العلاقة على أكمل وجه، وبناء على ذلك فالأكيد أنه لو افترضنا أن تركت للزوجة حرية وضع جدول، فالأكيد أنه سيكون ممارسة علاقة حميمية زوجية، بحسب قول بهيجة: «تقريبا كل مرة في الشهر..».
الجنس هو الجنس بجدول أو بدونه
من جانبه العربي، يرى أن الجنس في العلاقة الزوجية هو الجنس الذي ينتج عن ترابط روحي وجسدي بين الشريكين، وبالتالي لا يهم إن كان بطريقة فوضوية أو منظمة بجدول معين .. المهم أن يكون مناسبا لاستقرار حياتهما الزوجية..». ويضيف العربي: «أنا شخصيا، لست ضد وضع جدول بين الأزواج، هي مسألة اختيار وحرية، المهم أن يكون باتفاق وتراضي بين الزوجين..في مجتمعنا المغربي هناك العديد من الحالات للأزواج يتفقون فيما بينهم على وضع وقت محدد، إما بحسب برنامج يتلاءم مع وقت عملهم والتزاماتهم، وأيضا يمكن أن يكون مناسبا أكثر للأزواج الذين عندهم أولاد… وهناك أيضا من يمارس الجنس كل مرة في الأسبوع، ومع ذلك لديهم إشباع ولا يعانون من مشاكل على مستوى حياتهم الحميمية..وكخلاصة يمكن القول إن الجنس بجدول لا يفقد العلاقة الزوجية شغفها ولا طبيعتها..».
جدول قابل للمراجعة والتغيير
سلمى مطلقة، تقول: «الرجل بصفة عامة، يفضل ممارسة الجنس في أي وقت بدون وضع جدول زمني معين، يكفي أن توجد لديه الرغبة، وبالمقابل نجد الزوجة الشرقية بصفة عامة، والمغربية خاصة، ما زالت تخجل أو «تحشم» من اتخاذ البادرة لممارسة الجنس، وبالتالي في حالة وجود جدول زمني معين، فهو غالبا ما يتحكم فيه الزوج.. وإذا وجده، بحكم التزام العمل أو اعتبارات أخرى، فهنا يجب عدم إغفال أنه قد يتغير في أي لحظة، وهذا طبيعي، لأن الغريزة الجنسية تبقى
غريزة لا يمكن التحكم فيها..وتضيف مبتسمة: «لكن هناك مشكل عويص مثلا، أن زوجين متفقان على ممارسة العلاقة الحميمية كل سبت مثلا، وصادف أن في هذا اليوم كانا في حالة خصام، ماذا تفعل الزوجة؟ فهي إنسانة وليست آلة مجردة من الإحساس والمشاعر، وحتى في حالة ممارسة ستكون هذه العلاقة بدون متعة ولا نشوة، أي علاقة جسدية بلا طعم ولا روح ..».
الوقت مقيد بالصمت والحشمة
من جهة أخرى، تشير رشيدة، زوجة وأم، إلى أن الاتفاق على وضع وقت محدد لممارسة العلاقة الحميمية بين الزوجين، هو أمر غير مألوف في مجتمعنا، بحكم أن طبيعة وملامح العلاقة الزوجية يغلب عليها لغة الصمت أو»الحشومة»، وكذلك إلى انعدام وجود الحوار التواصلي بين الشريكين، خصوصا الزوجة التي بالرغم من إحساسها بالحاجة لزوجها، لكن بحكم تقاليدنا التي طغت علينا وعلى حياتنا الفكرية والعاطفية فهي لا تتمكن من إعلان رغبتها له ومصارحته، خوفا من عدة اعتبارات اجتماعية ونفسية، وهذا قد يشكل عائقا في حياتهما الحميمية. وتضيف كخلاصة مفادها «أننا عندما نتعامل مع الجنس كأنه غريزة طبيعية مثلها مثل الأكل والنوم، عندئذ يمكن الحديث عن جدول زمني يتلاءم مع رغبات الزوجة والزوج معا ..».
0 التعليقات:
إرسال تعليق