728x90 AdSpace

ads

ما‭ ‬هي‭ ‬هذه‭ ‬المواضع؟‭ ‬سؤال‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬سطحيا،‭ ‬يظن‭ ‬جميع‭ ‬الأزواج‭ ‬قدرتهم‭ ‬الفورية‭ ‬على‭ ‬الإجابة‭ ‬عليه،‭ ‬فسهولته‭ ‬الظاهرة‭ ‬هي‭ ‬بالتحديد‭ ‬سبب‭ ‬التسرع‭ ‬بالرد‭ ‬عليه،‭ ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬بسيطا‭ ‬يستلزم‭ ‬تعمقا‭ ‬وجهدا‭ ‬أكبر‭ ‬لمحاولة‭ ‬فهم‭ ‬طبيعة‭ ‬التركيبة‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية‭ ‬لشريكة‭ ‬الحياة‭ ‬قبل‭ ‬ادعاء‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إجابته‭.‬
هل‭ ‬الأذن،‭ ‬والعين،‭ ‬والأنف‭ ‬هي‭ ‬البوابات‭ ‬الحصرية‭ ‬لمرور‭ ‬إشارات‭ ‬البريد‭ ‬السريع‭ ‬المرسل‭ ‬للقلب،‭ ‬ومنه‭ ‬للجسد‭ ‬كله‭ ‬فتستدعي‭ ‬كافة‭ ‬الحواس‭ ‬والجوارح،‭ ‬لتشعل‭ ‬مايكفي‭ ‬من‭ ‬وقود‭ ‬الرغبة‭ ‬لإنجاح‭ ‬علاقة‭ ‬حميمية‭ ‬تعطر‭ ‬فراش‭ ‬الزوجية،‭ ‬وتنثر‭ ‬أوراق‭ ‬الورد‭ ‬الناعمة‭ ‬على‭ ‬جانبيه؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬أداء‭ ‬حركي‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬غريزة،‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬بوابات‭ ‬الحس‭ ‬وكافة‭ ‬الأكسسوارات‭ ‬الرومانسية؟

العين‭ ‬أولا 

إلتقينا‭ ‬زوجات‭ ‬عديدات‭ ‬لنتعرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجاربهن‭ ‬في‭ ‬فراش‭ ‬الزوجية‭ ‬على‭  ‬إجابات‭:‬
اسناءب‭ (‬اسم‭ ‬مستعار،‭ ‬حيث‭ ‬فضلت‭ ‬عدم‭ ‬الإدلاء‭ ‬باسمها‭ ‬الحقيقي‭) ‬فنانة‭ ‬تشكيلية‭ ‬متزوجة‭ ‬منذ‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬العين،‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬الحس،‭ ‬وأن‭ ‬المسؤولية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الزوجين‭ ‬كليهما‭ ‬في‭ ‬العناية‭ ‬بالنفس‭ ‬وبالمظهر‭ ‬والإستعداد‭ ‬للعلاقة‭ ‬الحميمية،‭ ‬والمفارقة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الزوج‭ ‬دائما‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬أن‭ ‬تتزين‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صورة‭ ‬تسر‭ ‬ناظريه،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬أن‭ ‬عليه‭ ‬قدر‭ ‬ماعليها‭ ‬وربما‭ ‬أكثر،‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الاحتفال،‭ ‬ولهذا‭ ‬الأخير‭ ‬طقوسه،‭ ‬والدرس‭ ‬نتعلمه‭ ‬من‭ ‬الطيور،‭ ‬فالطاووس‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬الطاووسة،‭ ‬ولكنه‭ ‬يعرف‭ ‬بالفطرة‭ ‬أن‭ ‬جمال‭ ‬ريشاته،‭ ‬خلق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أنثاه،‭ ‬وأن‭ ‬عليه‭ ‬استعراض‭ ‬ريشاته‭ ‬الرائعة،‭ ‬وأن‭ ‬يقيم‭ ‬معرضا‭ ‬فنيا‭ ‬بديعا‭ ‬يملأ‭ ‬به‭ ‬المسرح‭ ‬أمام‭ ‬عينيها‭ ‬ليستميل‭ ‬قلبها‭ ‬ويثيرها‭ ‬لعلها‭ ‬تقبل‭ ‬دعوته‭ ‬لفراش‭ ‬عش‭ ‬الزوجية‭.‬

الأذن‭ ‬أهم‭ ‬ 

افاطمة‭ ‬الزهراءب‭ ‬مهندسة‭ ‬شابة‭ ‬لم‭ ‬يمض‭ ‬على‭ ‬زواجها‭ ‬إلا‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬تقول‭: ‬أذني‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬حالتي‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية،‭ ‬إنها‭ ‬جهاز‭ ‬الإستقبال‭ ‬شديد‭ ‬الحساسية‭ ‬خاصة‭ ‬للموجات‭ ‬الصوتية‭ ‬الخافتة،‭ ‬وأنا‭ ‬حساسة‭ ‬جدا‭ ‬لكل‭ ‬كلمة،‭ ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬حظي‭ ‬أن‭ ‬زوجي‭ ‬يملك‭ ‬ترسانة‭ ‬أسلحة‭ ‬فعالة‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬الجميلة‭ ‬يزيدها‭ ‬الهمس‭ ‬جمالا،‭ ‬يسكبها‭ ‬ألحانا‭ ‬منغمة‭ ‬بإذني،‭ ‬هو‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬حادة‭ ‬تثير‭ ‬غضبي،‭ ‬وأن‭ ‬همسة‭ ‬حانية‭ ‬تجعلني‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬سعادتي‭ ‬الغامرة‭ ‬واستسلامي‭ ‬الكامل،‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬تغرقني‭ ‬موجات‭ ‬متتابعة‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬الغزل‭ ‬الصادقة،‭ ‬هذا‭ ‬الغرق‭ ‬الجميل‭ ‬يؤكد‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬الحب‭ ‬مازال‭ ‬قويا‭ ‬بيننا،‭ ‬يجعلني‭ ‬أحس‭ ‬أني‭ ‬زوجة،‭ ‬أني‭ ‬حبيبة،‭ ‬ولست‭ ‬مجرد‭ ‬أنثى‭ ‬تلبي‭ ‬رغبة‭ ‬زوجها‭ ‬الرجل‭.‬
ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬العين؟‭ ‬تقاطع‭ ‬افاطمةب‭ ‬السؤال‭ ‬بإجابة‭ ‬حاضرة‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تتوقع‭ ‬السؤا‭ : ‬ليس‭ ‬للعين‭ ‬أهمية‭ ‬الأذن‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية‭ ‬رغم‭ ‬التسليم‭ ‬بأهمية‭ ‬كافة‭ ‬الحواس‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بها‭ ‬علينا،‭ ‬وأدلل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ ‬غالبا‭ ‬ماتغمض‭ ‬الزوجة‭ ‬عينيها‭ ‬لتحلق‭ ‬في‭ ‬سماوات‭ ‬خيالية،‭ ‬ولتغادر‭ ‬حدود‭ ‬المكان‭ ‬الضيق‭ ‬والمحدِد‭ ‬للرؤية‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬أرحب،‭ ‬وإغماض‭ ‬العينين‭ ‬هو‭ ‬تنازل‭ ‬طوعي‭ ‬من‭ ‬الزوجة‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬فراغ‭ ‬تحده‭ ‬جدران‭ ‬الغرفة،‭ ‬والتحليق‭ ‬انتقالا‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الحقيقية‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬خيالية‭ ‬وسط‭ ‬السحاب،‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تظل‭ ‬الأذن‭ ‬مستنفرة‭ ‬لإلتقاط‭ ‬أضعف‭ ‬الترددات‭ ‬الصوتية‭ ‬الناقلة‭ ‬لأجمل‭ ‬مشاعر‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭.  ‬
ولدينا‭ ‬انعيمةب‭ ‬حالة‭ ‬مميزة‭ ‬لزوجة‭ ‬رقيقة‭ ‬ناعمة،‭ ‬متزوجة‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬ولديها‭ ‬طفلة،‭ ‬لها‭ ‬رأي‭ ‬مختلف‭ ‬فتتحدث‭ ‬عن‭ ‬حالتها‭ ‬قائلة‭: ‬الشم‭ ‬أقوى‭ ‬حواسي،‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬كنت‭ ‬طفلة‭ ‬كانوا‭ ‬ينادونني‭ ‬اموشةب‭ ‬كنت‭ ‬أميز‭ ‬رائحة‭ ‬الطعام‭ ‬وأحدد‭ ‬نوع‭ ‬الطبخة‭ ‬التي‭ ‬أعدتها‭ ‬أمي‭ ‬وأنا‭ ‬مازلت‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬الدار،‭ ‬أحب‭ ‬الروائح‭ ‬الزكية‭ ‬كثيرا‭ ‬وأقترب‭ ‬أو‭ ‬أبتعد‭ ‬عن‭ ‬صديقاتي‭ ‬حسب‭ ‬اهتمامهن‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬روائحهن‭ ‬الطيبة،‭ ‬وتضيف‭ ‬ضاحكة‭: ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬أمتلك‭ ‬مصنعا‭ ‬للعطور‭ ‬أو‭ ‬أعمل‭ ‬مع‭ ‬بيت‭ ‬عالمي‭ ‬لصناعة‭ ‬العطور،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬مهمتي‭ ‬إبتكار‭ ‬تراكيب‭ ‬عطرية‭ ‬جديدة،‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬الضحك‭ ‬لتواصل‭ ‬بأسى‭ ‬حديثها‭ ‬فتضيف‭: ‬وبعد‭ ‬زواجي‭ ‬مازالت‭ ‬أنفي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تحدد‭ ‬حالتي‭ ‬النفسية‭ ‬ومدى‭ ‬إنقباض‭ ‬نفسي‭ ‬أو‭ ‬ارتياحها،‭ ‬وتلك‭ ‬بالتحديد‭ ‬مشكلتي‭ ‬التي‭ ‬تنغص‭ ‬علاقتي‭ ‬الحميمية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬فزوجي‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬ورغم‭ ‬صفاتة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرائعة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يهتم‭ ‬بنفسه‭ ‬وهو‭ ‬مصاب‭ ‬بالتهاب‭ ‬مزمن‭ ‬بالجيوب‭ ‬الأنفية‭ ‬تعطل‭ ‬حاسة‭ ‬الشم‭ ‬لديه‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات،‭ ‬فلا‭ ‬يعود‭ ‬يدرك‭ ‬مدى‭ ‬تعرقه‭ ‬وحاجته‭ ‬للإستحمام،‭ ‬وأنا‭ ‬أنفر‭ ‬من‭ ‬رائحة‭ ‬عرق‭ ‬الجسم‭ ‬بشكل‭ ‬يجعلني‭ ‬أعد‭ ‬الثواني‭ ‬لإنتهاء‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية،‭ ‬أتمالك‭ ‬نفسي،‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أنبهه‭ ‬لذلك‭ ‬خوفا‭ ‬على‭ ‬مشاعره،‭ ‬وأذكر‭ ‬نفسي‭ ‬الغاضبة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬التعرق‭ ‬الذي‭ ‬ينفرني‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬كده‭ ‬وتعبه‭ ‬من‭ ‬أجلنا‭.‬

تأثيرات‭ ‬إيجابية 


ولكن‭ ‬احنانب‭ ‬الطبيبة‭ ‬الزوجة،‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬البشرة‭ ‬بحكم‭ ‬إختصاصها‭ ‬فتشرح‭: ‬الجلد‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬أعضاء‭ ‬الجسم‭ ‬مساحة،‭ ‬وهو‭ ‬غلافنا‭ ‬الجميل‭ ‬الحامي‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬الوسط‭ ‬المحيط،‭ ‬لذلك‭ ‬فهو‭ ‬يستحق‭ ‬عناية‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جزء‭ ‬فيه،‭ ‬غلافنا‭ ‬الرائع‭ ‬هذا‭ ‬مزود‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مواضعه‭ ‬بملايين‭ ‬من‭ ‬مستقبلات‭ ‬اللمس‭ ‬وملايين‭ ‬من‭ ‬مستقبلات‭ ‬الحرارة‭ ‬وملايين‭ ‬من‭ ‬النهايات‭ ‬العصبية‭ ‬فائقة‭ ‬الحساسية،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المستقبلات‭ ‬تعمل‭ ‬بطاقتها‭ ‬القصوى‭ ‬أثناء‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية‭ ‬التي‭ ‬هى‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬مناجاة‭ ‬لحاسة‭ ‬اللمس،‭ ‬وبشرة‭ ‬المرأة‭ ‬حساسة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬جسدها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يدركه‭ ‬الأزواج،‭ ‬وربما‭ ‬لايعلم‭ ‬الأزواج‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬البشرة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الكتفين‭ ‬والظهر‭ ‬وعلى‭ ‬جانبي‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬أسفل‭ ‬الظهر‭ ‬حساسة‭ ‬جدا،‭ ‬ويؤدي‭ ‬لمسها‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرات‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬إحساسها‭ ‬بالسعادة‭ ‬والراحة‭ ‬والدلال،‭ ‬وأن‭ ‬زوجها‭ ‬يهتم‭ ‬بكل‭ ‬جزء‭ ‬فيها‭. ‬وعناية‭ ‬الزوجة‭ ‬بصحة‭ ‬بشرتها‭ ‬وجمالها‭ ‬هي‭ ‬الضمانة‭ ‬المثلى‭ ‬لعلاقة‭ ‬حميمية‭ ‬تبعث‭ ‬النشوة‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬كله،‭ ‬فقد‭ ‬تتم‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية‭ ‬دون‭ ‬تركيز‭ ‬بصري،‭ ‬فغالبا‭ ‬تكون‭ ‬تحت‭ ‬ظل‭ ‬ضوء‭ ‬الشموع‭ ‬فلا‭ ‬يكون‭ ‬للعين‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬مهم،‭ ‬وقد‭ ‬يتبادل‭ ‬الزوجان‭ ‬بضع‭ ‬كلمات‭ ‬فقط‭ ‬فلا‭ ‬يكون‭ ‬للسمع‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬التفاعل‭ ‬الجسدي،‭ ‬وبقليل‭ ‬من‭ ‬رذاذ‭ ‬العطر‭ ‬تتشبع‭ ‬الأنف‭ ‬بالأريج،‭ ‬ولكن‭ ‬اللمس‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية‭ ‬وما‭ ‬عداه‭ ‬من‭ ‬مؤثرات‭ ‬تبقى‭ ‬فقط‭ ‬كالموسيقى‭ ‬التصويرية‭ ‬في‭ ‬خلفية‭ ‬المشهد،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬الحدث‭ ‬ذاته‭.‬
ولكن‭ ‬نادية‭ ‬وهي‭ ‬أم‭ ‬وزوجة‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬تضيف‭ ‬بعدا‭ ‬جديدا‭ ‬للمؤثرات‭ ‬الهامة‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬المرأة‭ ‬ذات‭ ‬الارتباط‭ ‬المباشر‭ ‬بالعلاقة‭ ‬الحميمية،‭ ‬فتقول‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يعادل‭ ‬تأثير‭ ‬لمس‭ ‬الشعر‭ ‬كمقدمة‭ ‬للعلاقة‭ ‬الحميمية‭ ‬أو‭ ‬أثناءها‭ ‬فتمشيط‭ ‬الشعر‭ ‬بأصابع‭ ‬الزوج‭ ‬ولمس‭ ‬فروة‭ ‬الرأس‭ ‬بأطراف‭ ‬الأصابع‭ ‬له‭ ‬عدة‭ ‬تأثيرات‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬يشعرني‭ ‬بالطمأنينة‭ ‬وأن‭ ‬زوجي‭ ‬يحتويني‭ ‬وأنني‭ ‬في‭ ‬حمايته‭ ‬وتتملكني‭ ‬رغبة‭ ‬أن‭ ‬يضمني‭ ‬لنتحد‭ ‬في‭ ‬كيان‭ ‬واحد،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬يعيدني‭ ‬إلى‭ ‬زمن‭ ‬طفولتي‭ ‬وضفائري،‭ ‬ربما‭ ‬لشعري‭ ‬الكثيف‭ ‬الناعم‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فأنا‭ ‬أهتم‭ ‬به‭ ‬جدا،‭ ‬وأشرك‭ ‬زوجي‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬لونه‭ ‬وتحديد‭ ‬طوله،‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬تسعدني‭ ‬بقدر‭ ‬ماتسعده،‭ ‬وحتى‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية،‭ ‬فإذا‭ ‬أصابني‭ ‬أرق‭ ‬ولم‭ ‬أستطع‭ ‬النوم،‭ ‬فإن‭ ‬زوجي‭ ‬يعرف‭ ‬الطريقة‭ ‬السحرية‭ ‬التي‭ ‬اهتدى‭ ‬لها‭ ‬وحده‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أخبره‭ ‬بها،‭ ‬فيدس‭ ‬أطراف‭ ‬أصابعه‭ ‬بين‭ ‬خصلات‭ ‬شعري‭ ‬مع‭ ‬تلامس‭ ‬رقيق‭ ‬مع‭ ‬فروة‭ ‬رأسي،‭ ‬فيتبدد‭ ‬الأرق‭ ‬ويسترخي‭ ‬الجسد‭ ‬وتنتابني‭ ‬قشعريرة‭ ‬رائعة،‭ ‬فتسري‭ ‬السكينة‭ ‬في‭ ‬كياني‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬رأسي‭ ‬حتى‭ ‬قدمي،‭ ‬وفي‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭ ‬يغلق‭ ‬النوم‭ ‬جفوني‭.‬
وهكذا‭ ‬تتعدد‭ ‬التجارب‭ ‬وتختلف‭ ‬المؤثرات‭ ‬من‭ ‬فراش‭ ‬زوجية‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤكدة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬بيت‭ ‬خصوصيته‭ ‬وظروفه‭ ‬الخاصة،‭ ‬ونجاح‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمية‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الزوجين‭ ‬كليهما‭ ‬وعلى‭ ‬تفهم‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬لرغبات‭ ‬الآخر‭ ‬وإدراك‭ ‬مايحبه‭ ‬ومايكرهه،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬ممكنا‭ ‬إلا‭ ‬بالحوار‭ ‬وتسلق‭ ‬الحواجز‭ ‬الفاصلة‭ ‬بينهما،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬كسرها،‭ ‬عندئذ‭ ‬يكون‭ ‬التناغم‭ ‬أمرا‭ ‬يسيرا‭ ‬يفيض‭ ‬سعادة‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬والجسد،‭ ‬ويثبت‭ ‬أكثر‭ ‬ركائز‭ ‬تدعم‭ ‬استقرار‭ ‬بيت‭ ‬الزوجية‭
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

Item Reviewed: Rating: 5 Reviewed By: Unknown